اقلب وجهك
ماضي الخميس
Paperback
-
في كتابه الجديد اقلب وجهك يواصل الاعلامي ماضي الخميس الاهتمام بقضايا التنمية الذاتية والتفكير الايجابي، مازجا ما بين خبراته الشخصية وقراءاته.
حمل الكتاب الصادر عن منشورات ذات السلاسل في 163 صفحة، عدة عناوين شارحة وملهمة هي: اياك والبقاء داخل الصندوق، كيف تستمتع بالفشل؟ 99 حافزاً للابداع والنجاح والتميز وتحقيق الذات والعنوان الأخير هو الأكثر دلالة على موضوع الكتاب، حيث تم تصنيفه فيما يشبه 99 نصيحة، معظمها يقع في صفحة واحدة.
ومهد الخميس لكتابه بعدة مقدمات وأقوال مأثورة أولها مقولة غاندي: عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم ومقولة أخرى: قوة التغيير هي العامل المحرك للنجاح.. لا تسر بذات اتجاه عقارب الساعة.. طوال حياتك كن مختلفا.
التغيير اذن هو مفتاح السر لهذا الكتاب، وهو ينبع من ايمان المرء بذاته وقدرته على تغيير نفسه قبل أي شيء آخر، ولذلك يقدم المؤلف بين يدي كتابه خطوات أساسية لقراءته مخاطبا قارئه: أن تكون مستعدا للتغيير.. أن تكون راغبا بالتعرف على امكاناتك وقدراتك.. أن تكون واثقا بنفسك، مؤمنا أنه بامكانك تحقيق الأفضل.
وفي المقدمة يقول الخميس: في حياتي كنت دائما مأخوذا بنماذج الناجحين المتميزين الذين لا يكفون عن ابهار العالم بتميزهم، ووضع بصمات خاصة بهم بين حين وآخر، قرأت سير حياة الكثيرين منهم علماء، مفكرون، مبتكرون، مخترعون، جميعهم كان لهم ما يميزهم، كانت حياتهم حكاية مختلفة، برعوا في ما عجز عنه الآخرون.. هؤلاء القلة النادرة هم الذين غيروا مجرى التاريخ، هم الذين أضافوا بلمساتهم بعدا جديدا للحياة، هم الذين جعلوا حركة الحياة تتقدم.. تخيلوا لو أننا لا نزال نعيش دون الكثير من الاكتشافات والمخترعات.. كيف سيكون شكل حياتنا؟ تخيلوا الآلاف من الأدوية للعديد من الأمراض لو كنا لا نزال نجهلها.. تخيلوا السفر من غير طائرة، تخيلوا الاتصال من غير هاتف.. تخيلوا الدنيا دون كهرباء ومصابيح الاضاءة، تخيلوا المسافات كيف نقطعها من غير سيارات، تخيلوا شكل الاتصالات والتراسل من غير الانترنت.. تخيلوا الكثير من العلوم والمكتشفات.. أيها السادة انه عصر العلم الذي لا يمكن الا أن نقف مبهورين بما يظهره لنا كل يوم.
كما يشير المؤلف في مقدمته الى خبراته العملية وعمله كموظف وقائد ومستشار، موضحا أن القيادة الايجابية موهبة تكتسب بالفطرة والتأهيل. ثم يتطرق الى عمله كمتدرب في جريدة القبس، والى رفضه في البداية لصغر سنه، والى دعم يوسف السميط نائب رئيس تحرير القبس - آنذاك - له فكانت نقطة التحول في حياته. ثم كانت المحطة الثانية في جريدة صوت الكويت التي صدرت من القاهرة ابان الغزو، بتشجيع من د.محمد الرميحي، معتبرا أن هذه الأشهر كانت بمثابة عشرين سنة خبرة ربطته بعلاقات واسعة مع الاعلاميين المصريين، وأهلته لتقد منصب مدير تحرير صوت الكويت في عمر 23 سنة.
ولا يؤمن الكاتب بالحظ بل يعتبره فرصة مع استعداد، متطرقا الى المحطة الثالثة كمسؤول قطاع الاعلام في الخطوط الجوية الكويتية بترشيح أحمد المشاري رئيس مجلس ادارتها.
ثم كانت الفرصة الرابعة والأهم في مشواره عندما استدعاه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ليعمل مستشارا اعلاميا في مكتب سموه عندما كان رئيس مجلس الوزراء عام 2003
والى جانب ذلك أشار الخميس الى مشاريعه الخاصة في اصدار المجلات والصحف الأسبوعية وتأسيس الملتقى الاعلامي العربي عام 2003 وبرغم تلك المسيرة الا أنه يعترف بأنه واجه الفشل مرات عديدة فلم ييأس.
وعن الفشل يقول: هناك من يخشون الفشل لدرجة أنهم يبقون ثابتين في أماكنهم، لا يتقدمون خطوة.. فالفشل بالنسبة لهم أمر مرعب وبشع.. لا يتقبلونه بتاتا.. والمفترض بالانسان الناجح ألا يخشى الفشل.. ولا يحبط من الفشل.. ولا ييأس اذا ما تعرض للفشل.
من الصعب تلخيص الـ 99 نصيحة، أو تلك الحوافز التي رتبها الخميس مبتدأ بنصيحة الخطأ والصواب وعن ذلك يقول: الخطأ والصواب معادلة محيرة.. عندما تحتار أحيانا بين خيارين لا تدرك أيهما الأصوب.. لكنك مضطر لهذا القرار.. في كل الأحوال.. لا ندري أحيانا قرارتنا الخاطئة تقودنا للنتجية الصواب.. انها معادلة صعبة للغاية. وبعد نقاش للفكرة يختمها بتلك الخلاصة: الخطأ الأول غلطة.. ولا يكون خطأ الا حينما يتكرر. وتحت نصيحة كن رقما قياسيا يقول: عام 1968 حقق ديك فوسيبري رقما قياسيا غير مسبوق في رياضة القفز فوق العارضة، حيث فكر بطريقة مختلفة عما كان يعتاد عليه بقية القافزين الذين كانوا يحنون صدورهم عند الاقتراب من العارضة ويمرون فوقها بصدورهم.. أما فوسيبري فقد أدار ظهره للعارضة وقفز قفزة مختلفة غيرت تاريخ هذه اللعبة.
ويأتي الى خلاصة تلك الفكرة بقوله: جميع العباقرة الذين خلدهم التاريخ كانوا مختلفين.. ابحث عما يميزك واسع لتنميته.. واكتشف ما يعطلك واعمل على التخلص منه. تتناول النصيحة رقم 63 موضوع الأعذار وعنها يقول المؤلف: هناك من يجيدون خلق الأعذار، لديهم فائض منها، حتى لو استطاعوا اقناعنا بأعذارهم للحظة، فلن يستطيعوا خداعنا كل الوقت.. فصناعة الأعذار آلة لا تنتهي، وهناك من البشر من لديه طاقة جبارة لصناعة الأعذار.. وهم في حقيقة الأمر يصنعون عن أنفسهم نظرة سلبية لدى الآخرين بكثرة أعذارهم.. وقد قيل من كثرت أعذاره قل مقداره.
وعلى المنوال نفسه يستمر الكتاب حتى النصيحة الـ 99 وهي أشدهن اختصارا وهذا نصها: بعد قراءة هذا الكتاب.. ضع أنت نصيحتك هنا وأرسلها.. لتبادل النصائح والمعلومات.
ان أهم ما يميز الكتاب أنه يناسب مختلف الأعمار، وقد يكون مفيدا أكثر للشباب الذين هم في مقتبل العمر والأحلام، لأنه قد يساعد في تحفيزهم واطلاق مواهبهم وتبيان دروبهم، خصوصا أنه مكتوب بلغة بسيطة ورشيقة تقدم خلاصات مهمة عن كيفية النجاح في الحياة وتغيير الذات الى الأفضل.
Excellent